کد مطلب:240940 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

بشروطها و أنا من شروطها
قال الصدوق حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل رضی الله عنه قال: حدثنا أبوالحسین محمد بن جعفر الأسدی قال: حدثنا محمد بن الحسین الصولی قال: حدثنا یوسف بن عقیق عن إسحق بن راهویه قال: لما وافی أبوالحسن الرضا - علیه السلام- نیسابور و أراد أن یخرج منها إلی المأمون اجتمع علیه أصحاب الحدیث فقالوا له: یا ابن رسول الله ترحل عنا و لاتحدثنا بحدیث فنستفیده منك؟ و كان قد قعد فی العماریة فأطلع رأسه و قال: «سمعت أبی موسی بن جعفر یقول سمعت أبی جعفر بن محمد یقول سمعت أبی محمد بن علی یقول سمعت أبی علی بن الحسین یقول سمعت أبی الحسین بن علی یقول سمعت أبی أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب علیهم السلام یقول سمعت النبی صلی الله علیه و آله یقول سمعت الله عزوجل یقول: لاإله إلا الله حصنی فمن دخل حصنی أمن عذابی، قال فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها و أنا من شروطها» [1] .

و روی المجلسی عن صاحب كشف الغمة بسنده: «أن علی بن موسی الرضا علیه السلام لما دخل إلی نیسابور فی السفرة التی فاض فیها بفضیلة كان فی مهد علی بغلة شهباء علیها مركب من فضة خالصة، فعرض له فی السوق الإمامان الحافظان للأحادیث النبویة أبوزرعة و محمد بن أسلم الطوسی رحمهما الله فقالا أیها السید ابن السادة و ابن الأئمة أیها السلالة الطاهرة الرضیة أیها الخاصة الزاكیة النبویة بحق آبائك الأطهرین و أسلافك الأكرمین إلا أریتنا وجهك المبارك المیمون، لنا حدیثا عن آبائك عن جدك نذكرك به.

فاستوقف البلغة، و رفع المظلة، و أقر عیون المسلمین بطلعته المباركة المیمونة فكانت ذؤابتاه كذؤابتی رسول الله صلی الله علیه و آله و الناس علی طبقاتهم قیام كلهم و كانوا بین صارخ و باك ممزق ثوبه و متمرغ فی التراب و مقبل حزام بغلته و مطول عنقه إلی مظلة المهد إلی أن انتصف النهار و جرت الدموع... و سكنت الأصوات و صاحت



[ صفحه 201]



الأئمة و القضاة معاشر الناس اسمعوا وعواو لاتؤذوا رسول الله فی عترته و أنصتوا فأملی صلوات الله علیه هذا الحدیث وعد من المحابر أربع و عشرون ألفا سوی الدوی و المستملی أبوزرعة الرازی و محمد بن أسلم الطوسی رحمهما الله فقال علیه السلام حدثنی أبی موسی بن جعفر الكاظم...».

قال - المجلسی - قال الأستاذ أبوالقاسم القشیری إن الحدیث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانیة فكتبه بالذهب و أوصی أن یدفن مع فلما مات رئی فی المنام فقیل: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر الله لی بتلفظی بلا إله إلا الله و تصدیقی محمدا رسول الله مخلصا و أنی كتبت هذا الحدیث بالذهب تعظیما و احتراما [2] .

قال المحدث القمی: الأحادیث التی ینبغی أن تكتب بالذهب: خبر لا إله إلا الله حصنی بسنده المعلوم، و خبر نفس المهموم، و وصیة أمیرالمؤمنین المعروفة لما أقبل من صفین كتب إلی ابنه الحسن «بسم الله الرحمن الرحیم من الوالد الفان المقر للزمان» الخ قال أبوأحمد العسكری و لو كان من الحكمة ما یجب أن تكتب بالذهب لكانت هذه [3] .

أقول: الحدیث الرضوی المذكور معروف و مشتهر بحدیث سلسلة الذهب إما لكون رواته كالذهب المكنی عنهم بسلسلة الذهب أی رواة الحدیث و هم المعصومون أولهم جبرئیل ثم النبی ثم أمیرالمؤمنین ثم الحسین ثم علی بن الحسین ثم الباقر ثم الصادق ثم الكاظم ثم الرضا علیهم صلوات الله أو بعض أقلام كتاب الحدیث الرضوی كان ذهبا أو لأجل القصة الآنفة الذكر أو غیرها ممن كتبه بالذهب و لعل الوجه الأول هو الأولی، و كیف كان إن لفظ الحدیث مكرر [4] اكتفینا بما تقدم.

قول علیه السلام: «بشروطها و أنا من شروطها» قد جری مجری الأمثال و إن لم یكن مثلا حین صدوره.

قال الصدوق: من شروطها الإقرار للرضا علیه السلام بأنه إمام من قبل الله عزوجل علی العباد مفترض الطاعة علیهم و یقال إن الرضا علیه السلام لما دخل نیشابور نزل فی محلة یقال لها الفروینی فیها حمام و هو الحمام المعروف الیوم بحمام الرضا علیه السلام و كانت هناك عین قد قل ماؤها فأقام علیها من أخرج ماءها حتی توفر و كثر



[ صفحه 202]



و اتخذ من خارج الدرب حوضا ینزل إلیه بالمراقی إلی هذه العین فدخله الرضا علیه السلام و اغتسل فیه ثم خرج منه و صلی علی ظهره و الناس یتناوبون ذلك الحوض و یغتسلون فیه و یشربون منه التماسا للبركة و یصلون علی ظهره و یدعون الله عزوجل فی حوائجهم فتقضی لهم و هی العین المعروفة بعین كهلان یقصدها الناس إلی یومنا هذا [5] .

و تمام الشروط الإیمان بأحقیة المعصومین أولهم الرسول خاتم الأنبیاء و آخرهم الحجة بن الحسن العسكری المهدی خاتم الأوصیاء عجل الله تعالی فرجه الشریف و عصمة فاطمة بنت محمد صلی الله علیهم أجمعین و إلا فهو ممن صدق علیه قوله تعالی: «أفتؤمنون ببعض الكتب و تفكرون ببعض فما جزاء من یفعل ذلك منكم إلا خزی...». [6] و «فمن شاء فلیؤمن و من شاء فلیكفر» [7] .



[ صفحه 203]




[1] عيون أخبار الرضا (ع) 134:2، معاني الأخبار 371 - 370.

[2] البحار 127 - 126:49، السفينة 490:1 في (ذهب).

[3] السفينة 490:1 في (ذهب).

[4] عيون أخبار الرضا (ع) 134 - 132 و فيه أحاديث أربعة، البحار 127 - 125/49 و فيه أحاديث ثلاثة.

[5] عيون الأخبار 134:2.

[6] البقرة: 85.

[7] الكهف: 29.